سبــيل الـــنــور


إن المتقي ليس هو ذلك الصوّام القوّام , و إنما هو ذلك الذي اكتشف الطريق , ورأى الهيكل , و رأى المخطط , و يعلم من أين يبدأ , و إلى أين فآمن بالغيب , وترقى عن عالم الحواس ..

الخميس، 13 يناير 2011

العلم والعمل في رأي آية الله بهجت ق.س



بسمه تعالى
ثمة جماعة يتعاملون مع الوعظ والخطابة والإرشاد - والتي هي مقدمة للأمور العملية المناسبة – معاملة ذي المقدمة.. وكأن المطلوب أن "يتكلموا ويستمعوا لمجرد أن يتكلموا ويسمعوا" وهذا اشتباه.
إن
التعليم والتعلم إنما يكون مناسباً لأجل العمل، ولا استقلالية لهما.. وقد قالوا عليهم السلام لإفادة هذا المطلب والحث عليه: "كونوا دعاة إلى الله بغير ألسنتكم".. تكلموا من خلال العمل، وتعلموا من العمل، وليكن سماعكم بالعمل.
يريد البعض
أن يعلم المعلم.. بل ويطلب منه حتى أن يأخذ كيفية التعليم من المتعلمين.
يطلب
البعض منا الدعاء، فنسأل لأي شيء؟.. فيبينون العلة، فنشرح لهم الدواء، وبدلاً من أداء الشكر واستعماله، يقولون ثانية: "ادعوا لنا".. وبعيداً عما نقوله وما يريدون، فإنهم يخلطون شرطية الدعاء مع نفسيته. [مراده حفظه الله أن الدعاء إذا كان يطلب كمقدمة وشرط لتحصيل حاجة معينة وحل تلك المشكلة بواسطته، فعندما يدلهم على دواء دائهم وحل مشكلتهم، فلا يعود هناك حاجة لطلب الدعاء لهم مرة أخرى، إلا إذا كان دعاؤه لهم مطلوباً لنفسه وذاته، لا لتحقيق تلك الحاجة، فطلبهم أن يدعوا لهم ثانية يعني أنهم في هذه الحال قد تعاملوا مع الدعاء على أنه مطلوب لنفسه، لا كمقدمة وشرط للحاجة التي يريدون، وهذا خلط بين المقامين].. "المترجم".
إننا لا نخرج عن عهدة التكليف، بل علينا تحصيل النتيجة بواسطة العمل، ومن المحال أن يكون العمل بلا نتيجة، أو تحصل النتيجة من غير العمل.. ليس الأمر كذلك: "كانت إقامة المجلس لحاجة ومصلحة، فلم ينل منها إلا الجلوس والحديث والقيام". [ترجمة شعر بالفارسية نصه: بي مصلحتي مجلس آراستند نشتند وكفتند وبرخاستند].
جعلنا الله من أهل العمل، لا مجرد قوالين من أهل الكلام.. فلا نقدم على حركة عملية من دون علم ولا نتوقف مع العلم.
لنقم بأداء ما نعرفه، ولنتوقف ونحتاط فيما
لا نعرفه، إلى أن يحصل لنا العلم به، ومن المقطوع به أنه لا ندم في هذا النهج.
لاينظر بعضنا
إلى البعض الآخر، بل ليكن نظرنا إلى دفتر الشرع، ولنجعل أعمالنا وتروكنا مطابقة له.
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق